Mouvement Ettajdid

الصفحة الأساسية > عربية > نشـاط الحـركـة > لائحة حول دور حركة التجديد في توحيد الحركة الديمقراطية والتقدمية

حصيلة أشغال المؤتمر: اللائحة السياسية

لائحة حول دور حركة التجديد في توحيد الحركة الديمقراطية والتقدمية

الأربعاء 21 آذار (مارس) 2012

حققت بلادنا في السنة الأولى من الثورة انجازات هامة على طريق الانتقال الديمقراطي، لكن إشكاليات وتعقيدات عديدة مازالت تحيط بهذا المسار في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي من شأنها، إن لم تجد الحلول المناسبة، أن تعرض استقرار البلاد واستمرار عملية الانتقال الديمقراطي إلى أخطار جسيمة.

وتتمثل أهم هذه الإشكاليات في عدم بعث السلط برسائل تطمئن شعبنا حول الانطلاق فعلا لا قولا في تحقيق أهداف الثورة خصوصا في ما يتعلق بتوفير الشغل والأمن.

وفي الوقت الذي تحتاج فيه بلادنا إلى توافق وطني واسع وجدي لمجابهة التحديات الضخمة التي يتوجب على الثورة أن ترفعها لمواصلة مسيرتها بنجاح، فإن نتائج الانتخابات التأسيسية قد أبرزت اختلالا فادحا في موازين القوى لا يوفر إمكانية التداول الديمقراطي والسلمي على السلطة باعتبارها أحد أهم أركان النظام الديمقراطي الذي نريد بناءه، خاصة وأن توجهات الائتلاف الحاكم قد تميزت بالميل إلى الاستفراد بالقرار واستنقاص دور بقية المكونات السياسية والاجتماعية والمدنية.

كل هذه الأوضاع قد بعثت لدى الرأي العام الوطني شعورا بعدم الاطمئنان على مسار تحقيق أهداف الثورة وعلى صيانة المكاسب التقدمية والحداثية لشعبنا وبالخصوص تلك المتعلقة بحقوق المرأة وبمكانتها ودورها في المجتمع وهي إحدى المميزات الأساسية للأنموذج المجتمعي الذي صاغه الشعب التونسي عبر العصور.

وقد خلقت هذه التحديات والأخطار وعيا متعاظما بضرورة توحيد أوسع القوى المعنية بالدفاع عن قيم الجمهورية والديمقراطية التي أصبحت مطلبا ملحا يرفعه عدد كبير من الحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والمناضلين من مشارب فكرية وسياسية مختلفة.

إن حركة التجديد - التي تمثل ثقافة العمل المشترك والسعي إلى توحيد الحركة الديمقراطية إحدى مميزاتها الأساسية، قد عملت على تجسيد ذلك على أرض الواقع في عديد المناسبات، كان آخرها المساهمة الفعالة في تكوين القطب الديمقراطي الحداثي- تؤكد في مؤتمرها الأول بعد الثورة التزامها التام بهذا التوجه وانخراطها بكل حماس وإخلاص في كافة مبادرات التوحيد التي تتوافق مع مبادئها وتستجيب لتطلعات شعبنا وشبابنا. وهي على أتم الاستعداد لأن تضع في خدمة قضية التوحيد هذه تجربتها الثرية وتراثها النضالي الوطني المشبع بالروح الوحدوية والانحياز لمصالح الكادحين وسائر الفئات الشعبية .

وبناء على ذلك فإن المؤتمر الوطني الثالث لحركة التجديد يفوض إلى القيادة التي ستنبثق عن المؤتمر سلطة اتخاذ كافة الإجراءات وبذل قصارى الجهد لتجميع أقصى ما يمكن من القوى الديمقراطية حول مشروع مجتمعي وحضاري يستلهم توجهاته من الجوانب النيرة من موروثنا العربي الاسلامي ومن مكتسبات حركة الاصلاح التونسية والعربية ومن القيم الكونية العقلانية والديمقراطية ويضع في مقدمة مشاغله الاستجابة إلى حاجيات شعبنا وشبابنا حتى يكون بديلا مقنعا تلتف حوله أوسع شرائح المجتمع. ويدعو المؤتمر القيادة الجديدة إلى:

- الإسراع بإنجاز المؤتمر التوحيدي مع حزب العمل التونسي ومستقلي القطب الديمقراطي الحداثي والشخصيات الوطنية المعنية بهذه المبادرة لبناء حزب موحد ذي توجه اجتماعي ديمقراطي واضح المعالم.

- بذل كل الجهود الضرورية لتوفير أسباب التقاء هذا المسار التوحيدي بالمسار الاندماجي للحزب الديمقراطي التقدمي وحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري الجديد من أجل تأسيس حزب شعبي ديمقراطي تتوحد فيه جميع هذه الأطراف على أساس تشاركي متكافئ.

- كما يعبر المؤتمر عن تقديره لكافة المبادرات الأخرى التي تسعى إلى تجميع أوسع القوى الديمقراطية والجمهورية وتثمينه بالخصوص لمبادرة السيد الباجي قائد السبسي ويفوض إلى القيادة الجديدة مهمة مواصلة التشاور والتنسيق مع كافة الأطراف والقوى المعنية بالأهداف التوحيدية، خدمة لمصلحة الوطن.

رئيس المؤتمر

الدكتور عبد الواحد العباسي

الزهراء في 12 مارس 2012